‏بعد أن انقضت عقوبة الطالب المدرسية، قالت بصوتها الرخيم: بني، هلا أخبرك؟ إن الضربات التي توجعك هي التي تصنعك.
لا تسمي هذا عقاباً، وإنما درساً جديد، وتجربة، والحياة تجارب.

ليس عيباً أن نقع في الأخطاء، ولكن العيب هو أن لا نتعلم كيف لا نقع فيها.. وكل العيب أن لا نزدريها..‏

لا تظن غريمك الذي شاجرك وتسبب في عقوبتك سيبقى غريمك إلى الأبد، المستقبل كفيل بمحو شحونات الماضي، وعندما يتبلور نضوجك ستضحك على هذه الذكريات، وتسميها مهاترات الطفولة، هذا وإن كنت تراها الآن ثقيلة على نفسك.

ولا تظن معلمك الذي عاقبك، قصد مضايقتك، بل هو مربي أراد ان يصقلك.‏إياك أن تنظر للآخرين بنظرة الكراهية، فإنها لن تفسد شيئاً أكثر من قلبك.

وإياك والاستعجال في الأحكام فإنها رأس المذام. والتأني يفتح لك باب البصيرة، والحلم يرفع القدر، والشيطان هو عدوك اللدود الذي يسعى أن لا يصفو ذهنك ولا تطيب نفسك.‏

ولا تظن أن ذلك الطالب المثالي الذي يصفق له الجميع، ويمشي طرف الطريق، كي لا يقع في نفس مشاكلك سيكون يوماً أنجح منك.. فالحياة أكبر من هذا المحيط، وأكثر من نيل شهادة..
والغانم هو القوي المجتهد..

اسع في بناء نفسك، وتطوير مهاراتك، وتجمل بالخلق النبيل، تكن بذلك الرجل النبيل.‏

دخل السكرتير مع انتهاء شريط الذكريات.
-سيدي الوزير، ضيفك الذي تنتظر قد وصل

يدخل الضيف، ويقوم الوزير مرحباً،
-أهلا بالصديق القديم والجار العزيز، زميل الدراسة والكراسة.
-أهلا بالطيب، ابن الطيبين.. أما الصديق والجار وزميل الدراسة فصدقت، أما الكراسة، فلعلك تقصد المكسور رأسه!‏

دوت ضحكة في المكان
وقال الوزير: كسرة الرأس هذه هي التي ربطت أعصابك لولاها ما كنت اليوم أعظم طبيب جراح.
رد الطبيب: أما أنا والله لو كنت أدري أنك ستصبح الوزير، ما تجرأت على التنمر عليك، بل لتمصلحت معك وكنت ظلك الظليل.