ما هي الضوضاء؟ في نشأتنا تعلمنا أنه هو مصطلح متعلق بالسمع، إذا تداخلت الأصوات وعظمت الجلبة. ولما تطورنا تعرفنا على الضوضاء البصرية كوصف لكل ما يزعج العين. مؤخرا شعرت أن في حياتي الكثير من الضوضاء لكنها غير متعلقة لا بالسمع ولا بالبصر..

كيف تخففت من الضوضاء؟
هي خطوات اتخذتها في لحطة تجرد، فشكلت فرقا كبيراً على نفسيتي..

على الواتس أب، قمت بإصمات جميع أصحاب الرسائل الجماعية الذين يرسلون بشكل يومي. كما أصمت المجموعات من قبل.
لا أدري كيف أبلغ هؤلاء أن الرسائل الجماعية ليست مكاناً مناسباً لقول صباح الخير.

على تويتر، انتهجت أن ألغي متابعة كل من يأثر سلباً على نفسيتي، أو يضيع من وقتي، كما قمت بحظر أغلب الحسابات التي تتصدر صفحة الأخبار، خصوصاً حسابات أخبار المشاهير.

منعت إعلانات المواقع من الظهور باستخدام إضافة Ad blocker لمتصفح كروم أثناء التصفح من الكمبيوتر.

راجعت رسائل SMS وقمت بإيقاف مجموعة من الرسائل الترويجية، إما عن طريق إرسال رسالة إيقاف الاشتراك Opt out (غالبا برسوم) أو حظر المرسل إضافته إلى القائمة السوداء، وهي ميزة كنت أتمناها منذ زمن، وجدتها أخيراً في جوال هواوي ولم أجدها من قبل في سامسونج.

راجعت أذونات تطبيقات الهاتف ومنعت التطبيقات غير المهمة من إرسال الإشعارات. وقمت بضبط إشعارات رسائل ال SMS على التذكير بلطف، وهي ميزة أعجبتني أيضا في جوال هواوي، فضلتها على إيقاف إشعارات الرسائل نهائياً.

راجعت رسائل البريد الإلكتروني، قمت بعمل فلترة للرسائل الترويجية، حظرت بعض المرسلين، ألغيت الاشتراكات في النشرات البريدية، والتي تكون غالبا من مواقع سجلت فيها ليوم واحد. (رابط إلغاء الاشتراك غالبا يكون أسفل النشرة البريدية بخط صغير، وفي تطبيق الجيميل الموضوع أسهل عبر زر unsubscribe، أو يمكن الاكتفاء بالإصمات mute.)

على الانستقرام، جمعت الحسابات التجارية في حساب منفصل عن حسابي الشخصي، غذيت حسابي بمتابعة مجموعة هواة للفنون والأعمال اليدوية والديكور، فتحولت صفحة الاستكشاف إلى مكان أكثر هدوءاً وأنظف للعين.

بعد هذه الخطوات، اكتشفت أني أتلقى وبشكل يومي كم هائل من الرسائل التي لا تهمني!، ويزعجني ظهورها، وأني ضحية رسائل ترويجية لشركات لا علاقة لي بها.
والسؤال، لماذا صبرت طول هذه المدة؟
فعلياً ربما لأني كنت أجهل أن هنالك طرق لإيقافها..وهو السبب الذي دفعني لمشاركة التجربة..
لكن لماذا لم أمتلك الدافع للبحث عن هذه السبل؟.. لأني لم أكن أدرك حجم هذا الضجيج لأتداركه..
حقاً إنه ضجيج خفي..