حكاية..

هل أنتم مستعدون لسماع حكاية؟

في صحراء جزيرة العرب كانت هنالك إمارات صغيرة، عاش سكانها حياة الكفاف..
كان العم راشد يحرث أرضه مع بزوغ الشمس التي يرقبُ نورها المبعث من خلف جبال رأس الخيمة..

وتبديد النور لحلكة الظلمة ما هو إلا دليل على قدرة الله في تبديل الأحوال .. هذا ما كانت تردده أم حميد في إمارة الشارقة وهي تحلب الشاة وقد أرهق العمل كبر سنها..

ومع طلوع الشمس، كان جابر مستعينا بالله يسحب شباك الصيد التي ألقاها في بطن الخليج ويعود برزقه المقسوم إلى بر دبي،

ومع ارتفاع الشمس في كبد السماء كانت صحراء أبوظبي تلتهب، ولم يعق لهيبها، سلطان من رعي إبله في الرملة البيضاء.

ومن أبوظبي خرج زايد، بطل الحكاية الذي رفع أكف الدعاء، ثم مضى يسعى بصبره المعهود وحلمه المشهود على تأليف القلوب وتوحيدها، لتنشأ بذلك دولة سطرت للتاريخ: ها نحن هنا..

هل تعلمون ماذا صنع زايد؟

جمع القلوب على حب هذا الوطن، حتى تواطأت على الولاء، وصار الفداء في سبيله أمراً محبباً ..

هل تعلمون ماذا صنع زايد؟

اتخذ الجهل عدواً، فسعى إلى تبديد حلكته ، وأشعل مواقد العلم التي منها سطع نور ما زال يضيؤنا

هل تعلمون ماذا صنع زايد؟

صنع همم متقدة بالعزم متمسكة، ترفع طموحها عنان السماء، فتسعى أن تصير دوماً في المقدمة..

هل تعلمون ماذا صنع زايد؟

غرس حب المجد في أرض فتية، فما فتأت ترقب المجد وتسعى للصدارة..
فتكون بذلك قائدة الحضارة، وتعيد للأمة أمجادها

جاء زايد بالاتحاد فكان الاتحاد شعلة الأمل الجديد، ومستقبل الجيل الوليد، ونقطة المسير إلى المستقبل الزاهر..

ومن بعد غيث عطاء، وعمر عامر بالسخاء، أكمل البناء وأتم المسير رجالٌ كمثله في السخاء، إذا أغمضت فيهم الجفون، لم تنم القلوب فِكراً، عطاءهم غيث منهمر، والعدل عندهم مستقر، والأمن معهم مستتب.

رجال إذا رموا بالسهام كنا لهم درعا، وإذا تكلم فيهم المرجفون زدنا ولاء، وإذا أمروا قلنا طاعة

يريدون منا أن نكون شعباً متمسكاً بالقيم، بالدين والأخلاق، يحمل هم الوطن فيعمل بإخلاص، وإحسان..

يريدون منا شعباً يرى القوة في الجماعة، وأن التحزب ضعف وشتات..
يريدون شعبا يعطي بسخاء، لأجل الوطن، لا سعيا لأجل الذات..

لقد بذلوا لأجل هذا الوطن الكثير، وحق لنا أن نشاركهم البذل بتلاحمنا وطاعتنا وإخلاصنا.. وهكذا يصنع المجد..فهلم بنا نبني المجد