أي الأحزان لونك؟ تساءلت وقد حجبت خيوط الضياء عن فضاء الغرفة تاركة لونها رماديا يتدرج نحو الأبيض تارة والأسود تارة أخرى..
أعدتُ السؤال حين لم يردني جواب طيفك الجالس على ركن بارز يستفزني صمته ويسفهني السؤال..
كم مرة قلت لك بأن ألوان الحزنِ لا تليقُ بك؟ وأن لون الحياة أجمل أن تكتسيه.. قلتها وأنا نحو النافذة أفتح الستار لينبثق الضوء نحوك، لكنك تلاشيت مع أول شعاع ضوء يردك..
أغبت طويلا؟ أم أنك ما تزال غائبا في غياهب لا نندل لها طريقا.. أكاد أسمع صوتك.. صوت نحيب ممزوج بالضحك.. أتبكي فرحا.. أم أنك تسخر مني بألم؟
أتذكر انكسارك؟ تحدب ظهرك، صوتك المنخفض.. كم مرة نهيتك عن ذلك، إياك أن ينهشك الضعف..
إياك ثم إياك.. ما زلت أكررها، أصبها صبا في أذنيك أنهاك عما أنت.. أحذرك من حفرة لا أريد منك الوقوع فيها، وأنت فعلا واقعٌ فيها..
أسئمت هتافاتي المنصبة يجرها الخوف جرا.. وعيناي التي تأبى إلا شموخك.. ويداي التي تعجز انتشالك؟ وألواني التي أفرضها عليك لتتلون بها أمام من حولك؟ شتى محاولاتي الفاشلة لرسمك؟ بقيتُ أنا يشاطرني السأم، وبقيتَ أنت تهوى العناد.. ووقفت بوجع، وتحررتَ بإصرار.. ثم غبت طويلا..