عندما اقترب حفل زفاف نجله, قام صاحبنا المليونير بزيارة أحد الفنادق لحجز قاعة للاحتفال.

-من فضلك, حجز القاعة لليلة واحدة كم يكلف؟
-المبلغ الفلاني
-ماذا عن الخدمة و العشاء؟
-تقريبا إذا حسبنا كل التكاليف فـ سوف تكوون ………

تجهم صاحبنا المليونير من المبلغ الكبير الذي عليه دفعه و غادر الفندق بسرعة
وما أن وصل إلى ابنه.

-ابشر أبي وجدت حجز؟
-يا ولدي عرسك سوف يكون في المسجد كحال غيرك من شباب الحارة.

قرعت الدفوف, و أنشدت الأناشيد و بدأت مراسم العرس
و قدم الحضور بين متعجب و مستنكر.

ووضع العشاء و تقدم الجميع وعلى زاوية يجلس رجل يضع اللقمة في فمه و يهمس لآخر: هل تنظر كم فلان صاحب الملايين بخيل, أنظر إلى أبو علان الذي أفقر منه عمل حفل زفاف ابنه في قاعة و هذا صاحب السعة و المال استبخل كم دينار يدفعه ليقيم عرس ابنه في قاعة.

وحرك الآخر رأسه مؤيدا.

وبعد انقضاء العشاء, جلس صاحبنا إلى إمام المسجد و علا صوته طالبا إلقاء خطاب, و عندما أنصت إليه الجميع و حل السكون.

-أما بعد, أيها الأخوة إني أشكر لكم مشاركتكم لي فرحتي, عسى دياركم عامرة بالأفراح, و إني لأعلم أن منكم مستغربين و متعجبين و منكرين, كيف قمت بتشييد العرس في المسجد كحال أي فرد متوسط الدخل, و أنا صاحب سعة و مال, و إني والله أقول لكم قد ذهبت لأحجز القاعة فرأيت المبلغ كبيرا استكثرت أن يكون ليلة واحدة ثم يزول وهنالك من هو أحق بهذا المال من هذه المظاهر.

فهذه تكلفة حجز القاعة أقدمها إليك شيخنا الإمام على أن توزعها على الفقراء و المحتاجين في حارتنا فهم أحق بها.

ومن يومها كلما قدم أحد الشباب المقبلين على الزواج على والده طالبا بأن يكون عرسه في قاعة, نهره الأب و قال: فلان صاحب الملايين عمل عرس ولده في المسجد, يعني أنت أحسن عنه؟

وبذلك أغلق الباب على مظهر من مظاهر الترف في تلك الحارة

و أصبح صاحبنا ممن قال فيهم الرسول صلى الله عليه و سلم:

“من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة”