“عقبالك”، كلمة طيبة يقولونها الطيبون لتمنايتهم لك بالخير،
ولكن في التفكير من الناحية السلبية، هي كلمة تقال لك عندما يرى الناس أن هنالك شيء ينقصك. وتكرارها عليك موجع، كأنما هو تذكير وضغط ووضعك في محل الشفقة.
ومن قال أنت تحتاج إلى هذا التذكير بعد أن قضيت أياما تتصالح فيها مع ذاتك أن الحياة لا تتوقف على هذا؟
وأنك خلقت لتكون شيء فريدا، لأن هذا ما كتب الله لك، والله لا يكتب إلا ما فيه خير..
فلانة توظفت، عقبالك
فلانة تزوجت، عقبالك
فلانة عندها أولاد، عقبالك
لماذا ترسمون حياة الناس وفق المنهجية المجتمعية المعتادة؛ فكأنما من لم يترقى بين هذه المراتب فاشل أو فقير ومسكين؟
من قال أن حياة الفتاة تتوقف على وظيفة أو زواج أو إنجاب الأطفال.. فإن لم تحظى بشيء من ذلك يزن في أذنها أن تتحرك وتبحث وفتكون حياتها كلها في قلق عن البحث عن المفقود.. هل تضل الخريجة تحمل شهادتها من مكان إلى مكان، وتندب حظها كل مرة يرد عليها لا توجد وظائف شاغرة؟ فقط لأن المجتمع افترض أن كل خريجة يجب أن تتوظف؟
هل تضل العزباء سنين الانتظار تضع اليد على الخد تعيش في قلق وتتشبث في الأحلام، والأمر ليس بيدها؟
هل تعيش المتزوجة التي لم ترزق بأطفال خصوصا تلك التي في أول سنين زواجها في هم وغم يوميا تنكد على زوجها وتبكي حظها رغم ما بذلت من أسباب؟ فقط لأن المجتمع رسم لها أن تنجب أطفالا بعد زواجها مباشرة؟
الحياة رحبة، وفيها آلاف الإنجازات التي يمكن أن تحقق خارج النطاق المرسوم في وقت الانتظار المهدور..
النجاح لا يتطلب، وظيفة أو زواج، أو أبناء.. بل على العكس لعل الله أخر عنك شيء من ذلك يفتح لك في شيء يسرك ويسعدك ربما مع الوظيفة أو الزواج أو الأبناء ما كنت تستطيعين بلوغه..
الله خلقنا لأجل أن نعبده: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
كي نحقق هذا الهدف العظيم، بكل الإمكانيات التي لدينا لا أن نرسم لحياتنا أطر وحدود، إننا في النهاية نتساوى في المطلوب ..
صاحبة الهدف تملأ فراغها بالجد والعمل لتصنع الفرص لا تنتظرها.
صاحبة الهدف تريد أن ندعو لها بالخير والعقبى في ظهر الغيب، لا أن نرددها على أسماعها في كل مرة نذكرها ونضعها مجددا تحت ضغط المجتمع.
نحتاج إلى أداب الحديث من جديد.