تدوينتي اليوم إهداء للطلاب الأعزاء المتوجهين إلى مدارسهم أو جامعاتهم بحماس، حريصين على الاجتهاد آملين بنيل التفوق وأعلى مراتب العلم.
صديقتكم الخريجة تكشف مهارات اكتسبتها أثناء تجربتها وندمت على إهمال استخدامها في أولى مراحلها الدراسية.
وأستطيع القول أنها بعد توفيق الله سبب تفوقي، ورفع مستواي من الجيد جدا إلى الامتياز.
المشكلة:
ولله الحمد، كنت طالبة ذكية، متوفقة، رزقني الله بدماغ يسهل عليه الفهم والاستنباط والتعامل مع الأرقام، يسهل عليه حفظ ما يحتاج إلى فهم أو يصاغ حسب الفهم، لكن كان يؤرقني أنني لم أكن أحصل على الدرجات الكاملة خاصة بعدما أكون قد شددت عزمي وبذلت قصارى جهدي، كأن الشيء كان فوق نطاق قدراتي وطاقتي.وكان ملاحظا علي أنني أحقق نجاحا باهرا خلال التقويم الدراسي ثم في الاختبارات النهائية ينحدر مستواي بشكل كبير.
واستنتجت لاحقا أن مشكلتي كانت تتحور في أسلوب الدراسة الذي اتبعه، فكان من الأخطاء التي ارتكبتها:
– عدم انتباهي على معلومات، وتجاهلي لأخرى ظنا مني أنها غير مهمة.
-اعتمادي على الفهم واستهانتي بالحفظ، فما هو مفهوم أحفظه، والباقي لا اكترث به.
-تأخير مراجعة الدروس حتى ليلة الاختبار حين تكون أغلب المعلومات متفلتة وكأني أدرسها من جديد لأول مرة.
بعد تغيير أسلوب الدراسة التي كنت اتبعه، لاحظت تلاشي هذه الأخطاء، وصار التميز الذي كنت اعتبره من المستحيلات حقيقة أعيشها.
الحل المثالي:
لما كنا في الثانوية، كانت لدينا معلمة تقدم دورات في أساليب الدراسة، وكانت تنصحنا دائما فتقول: الطالب الناجح هو الذي يدرس أولا بأول، فكل درس جديد يأخذه يعود إلى المنزل يراجعه ويلخصه ثم يضع التلخيص في ملف حتى لما يحين وقت الاختبار يكون دوره فقط مراجعة ملخصاته وسيمر عليها وقتها مرور الكرام ولن يحتاج إلى جهد كبير يبذله ليلة الاختبار.
راقت لي نصيحتها كثيرا حتى قررت أن أطبقها وأكون بذلك طالبة مثالية.. ولكن! المثالية الزائدة هذه لم تكن تناسب الظروف التي نمر بها إذ أننا كنا نختبر يوميا اختبار تقويم، ومطلوب منا فوق ذلك مشاريع وتقارير. ثم إنني إنسانة أحب أن تكون عندي أوقات لذاتي، وممارسة هواياتي وأرى الحياة أكبر من أن تكون دراسة×دراسة.
وضيع علي أنني عندما كان عندي الوقت لأن أبدأ تلخيص درس ما، أقول: هذا درس سهل، أذكره، ولا توجد فيه معلومات كثيرة فماذا ألخص!
الحل الشخصي:
وأنا أدرس مادة الأحياء ذات يوم -مستمتعة لها-، كنت أرى في الكتاب تشعبات وتفاصيل دقيقة تحتاج إلى فهم وحفظ معا، وكانت الكمية كبيرة جدا، وأغلب الدروس أشعر كأنني لم أحضرها مع المعلمة وذلك لأنني لم أكن أدرس أولا بأول.
شعرت أني أحتاج إلى أقرأ معلومة معلومة وأشرحها لنفسي مع فرز المعلومات وتوزيعها في خرائط ذهنية وجداول مقارنة وتلخيص المعلومات الكبيرة على شكل نقاط أو أسئلة وأجوبة.
فاشتريت دفترا طويلا بدأت اكتب فيه بالألوان، فصرت ألخص درسا تلو درس مستخدمة شيئا من مهارات التفكير – هذا كله ليلة الاختبار- وحرصت على أن لا تكون هنالك معلومة إلا وكتبتها سواء كانت صغيرة أو كبيرة ولما انتهيت راجعت ما كتبت وحفظه ثم نمت.
جاء الاختبار صباحا وكان بالنسبة لي سهلا جدا بالنسبة لي، ثم تفاجأت بالعلامة الكاملة!
ثم في الاختبار الثاني كررت نفس الأسلوب، وحصلت على العلامة الكاملة!
ثم لما جاء الاختبار النهائي، ذاكرت الكمية التي لم نختبر فيها -بنفس الأسلوب- وراجعت ملخصاتي السابقة فحسب.
وجاء الاختبار سهلا، وحصلت على الدرجة الكاملة.
ولم يكن هذا فقط في مادة الأحياء، فحتى المواد الأخرى التي اتبعت فيها نفس الأسلوب ارتفع مستواي فيها كثيرا، واعتمدت هذه الطريقة في الدراسة حتى لما دخلت الجامعة.
التطبيق في الجامعة:
في حياتي الجامعة احتجت إلى تطبيق نفس الأسلوب، وساعدني ذلك كثيرا، خصوصا أن الدراسة كانت باللغة الانجليزية وكنت بحاجة إلى أن أتمرن على الكتابة لوقت الاختبار. أيضا استفدت من هذه الطريقة بشكل أكبر في التركيز والفهم والتفريق بين المعلومات، فقد كان الأساتذهم لا يهتمون كثيرا بالترتيب؛ فقد كنا ندرس من عروض باوربوينت مطبوعة ولا نفتح الكتب. ولأن ملخصاتي كانت بمثابة التخليص للملخص وكنت لا أضمن أني قد كتبت جميع المعلومات في ملخصاتي، كانت طريقة دراستي للاختبار النهائي هي أن أفتح الملخص والعرض معا، فأقرأ من العرض استرجع المعلومات، وأتأكد من أنني كتبتها في الملخص كأنني ألخص من جديد، ثم أراجع الملخص وأحفظه، قبل أن انتقل إلى الكمية التي تليها.
لم أندم على شيء خلال دراستي حقيقة حجم ما ندمت على إهمالي لتلخيص بعض الدروس، أو عدم احتفاظي بتلاخيص قمت بها؛ سبب ذلك لي هدرا في الوقت والجهد ودخلت اختبارا بدون مراجعة بعض الدروس فلو كنت محتفظة بالتلخيص لفرق ذلك كثيرا. عرفت بعدها قيمة تلاخيصي وأنها كتز يجب المحافظة عليه صرت أحرص على تدبيسها بظهر العروض كي لا تضيع.
ومن مميزات اتباعي لهذا الأسلوب في الدراسة:
- كما ذكرت سابقا، ارتفع مستواي ورأيت العلامات الكاملة تمطرعلي بكل سهولة.
- لخصت دروس غزيرة المعلومات في صفحات معدودة بل الأدهش لخصت فصلا كاملة في صفحة واحدة فقط بدون استخدام نصوص. (التفاصيل آتية)
- إجابات أسئلة الاختبار هي نفسها النقاط التي قمت بفرزها سابقا، وكأن المعلم اطلع على تلاخيصي واختار الأسئلة منها.
- أسئلة المقارنة التي تحتاج إلى استرجاع معلومات من أكثر من صفحة والتفكير في أوجه التشابه والاختلاف جميع الطالبات كن يستغرقن وقتا فيها ويجبن بسطور عديدة. أما أنا بثوان كنت أجيب عليها، وبأقل عدد من الكلمات، وذلك فقط بإعادة رسم الجداول التي رسمتها قبل في تلخيصي. وبمعنى آخر الوقت الذي استغرقنه هنّ في التفكير بالإجابة أثناء الاختبار كنت قد استغرقته قبلهن خارج الاختبار، وهذا فيه استغلال لوقت الاختبار وتخفيف من التوتر.
- لا استغرق جهدا كبيرا ووقتا طويلا في مذاكرة الاختبارات النهائية، -لدرجة أني أشك أن هنالك خطأ ما -. ولكن هذا كان يخفف التوتر بشكل كبير ويلغي قضية السهر، وينعش الحياة.
- في اختبار الثانوية العامة، تفاجأنا باختبار من الاختبارات جاءت فيه الاسئلة من بين السطور وخرج أغلب الطلاب يشتكون، بينما أنا كنت بفضل الله ثم بطريقتي في الدراسة تمكنت من الفوز بالتحدي والعثور على أغلب الإجابات في ذاكرتي.
المهارات المستخدمة في التلخيص:
على الطالب أن يعلم أنه من المهم التخليص بذكاء، فليست العبرة باختصار العبارات أو أخذ المهم منها، بل أيضا عليه أن يربط بين المعلومات ويعمل على تحليلها.
هذه بعض المهارات التي استخدمتها في فرز المعلومات، عرفت متأخرا أنها تسمى مهارات التفكير ولها دورات وتدرس.
– مهارة ترتيب المفاهيم.
تصنيف الأشياء من الأكبر إلى الأصغر، الأقدم فالأحدث، الأبطأ إلى الأسرع، الأرخص إلى الأغلى، الأدنى إلى الأعلى وهكذا.. حسب المعلومات المذكورة في الدرس.
وهو سؤال يكثر طرحه في الاختبارات.
مثال1: أثناء دراسة مادة كالتاريخ تمر عليك وقائع كثيرة وأحداث، أو أسماء حكام مروا على دولة معينة، فلا بأس أن تخصص مساحة جانبية في الورقة وتسطر أسماؤهم تباعا بدون التفاصيل الأخرى.
مثال2: مجموعات من الحيوانات في مادة الأحياء ذكر في الكتاب كل حيوان عمره الذي يعيشه، يمكن ترتيب أسماء الحيوانات على جنب الصفحة من الأقصر عمرا إلى الأطول.
-التلخيص على نقاط.
أبسط طرق التلخيص وأكثرها شيوعا، أن تكتب العناوين كنقاط، وأسفل كل نقطة المهم منها.
– خرائط المعرفة أوالخرائط الذهنية.
من أهم المهارات التي يجب على الطالب أن يكون متقنا لها، ولا يتردد في استخدامها. فهي أفضل وسيلة لربط المعلومات وتذكرها، كما أن أغلب المعلومات في الكتب تستدعي استخدامها. ويتم فيها ربط المعلومات إما بشكل هرمي من الأعلى إلى الأسفل. أو على شكل محوري كالخلية المتفرعة، وينصح بأن تكون ملونة، وغنية بالرسوم.
-المقارنة
إيجاد أوجه التشابه والاختلاف عموما أو وفق معايير محددة، حسب المعلومات المتوفرة. وتكون إما برسم جدول أو برسم الدوائر المتداخلة.
-الرسوم البيانية
من الجميل جدا أن تحول الكلام المكتوب إلى صور تفهمها، وكم من صورة غنت عن فقرات من الشرح.
*الصورة من قوقل
هل استخدم تلاخيص زملائي؟
استخدام تلاخيص الآخرين في نظري يسبب تشتت فجزء كبير من المعلومة يثبت ويسهل تذكره عندما يكون قد كتب بخط اليد. فالعبرة ليست بأن يكون هنالك تلخيص، بل بالتمعن في القراءة التي يقتضيها التلخيص، وأن يخرج التلخيص بالأسلوب الذي تفهمه أنت شخصيا، ويكون تذكر المعلومة التي كتبت بخط اليد أفضل بكثير من معلومة فقط قرأت بالعين. كما أن تلاخيص زملائك لاسيما المتوسط مستواهم قد لا تكون مستوفية وتحتوي على أخطاء.
هل ألخص باستخدام الحاسوب؟
لا شك أن التلخيص بخط اليد أثبت للمعلومة وأسهل في تذكرها، ولكن أحيانا يكون استخدام الحاسوب مهم ويقوم بدور تعجز عنه اليد، إذ أنه أسهل وأسرع في تجميع المعلومات مع بعضها لاسيما إذا كان الكمية كبيرة جدا لا تستوعبها ورقة. والطالب وقت المذاكرة سيعرف الأنسب بالنسبة له حسب الكمية ونوعية المعلومات.
عني مثلا، استخدمت موقع Mind Meister في تلخيص درس طويل جدا عن المذاهب الفقهية على شكل خريطة ذهنية. واستخدمت الرموز والصور والألوان لاستعادة المعلومات بشكل أكبر وعدم خلطها ببعض. المشكلة التي واجهتني فقط: هي أن الخريطة كانت أكبر من أن توضع في صفحة A4، فكان حجم الخط بعد الطباعة صغير جدا.
أروع ملخص قمت به، كان في مادة الجيولوجيا (علم الأرض) لخصت وحدة الأحافير كاملة في جدول بحجم صفحة الـ A4 وهي وحدة مليئة بالمعلومات المتشابهة لم أكتب في الجدول سوى أسماء العصور أو أسماء الأحافير، واستبدلت المعلومات جميعها بالألوان والرموز.
يؤسفني أنني لم أعد أحتفظ به، ولا أذكر تفاصيله جدا ولكن بشكل عام، كان في الوحدة مطلوب منا مثل:
حفظ العصور بالترتيب..
حفظ كل أحفورة وأي مجموعة تنمي ومن أي عصر إلى أي عصر كانت موجودة، والكائن الذي تخصه في أي عصر عاش.
هذه التفاصيل كلها حفظتها كما في هذا المثال:
وفي الصورة التالية إحدى ملخصاتي الجامعية، وقد استخدمت الجدول في فهمٍ لـمثال على IP4 datagram format
قبل الجدول كانت هذه طريقة المذاكرة:
للاستزادة عن هذا الموضوع أكثر:
انصح بالقراءة عن مهارات التفكير من المتخصصين فيها
وقد استفدت شخصيا في كتابة هذه التدوينة من دورة مهارات التفكير المؤرشفة في رواق قدمها: د.صلاح معمار.
انتي مبدعة الله يسعدك يارب والي ابسطني انو انا واختي زي ماوصفتي نفسك بالضبط جلسنا نضحك انو في احد زينا ? بس مره استفدنا منك وان شاءالله بنطبق المكتوب واحلى شي انك وصفتي ع الجامعة وثانكيو ياعسل بنتظار ابداعاتك ?
تدوينه كاملة متكاملة سأهدي رابطها لأختي، متأكده إنها بتنتفع منها ??
سلمت أناملك سرمدية ?
جداً حبيت التدوينة فيها كل شي يحتاجونه الطلاب و فعلاً طريقة الخرائط المفاهمة تختصر وقتك و تثبت في الذاكرة يعطيك العافية
“تأخير مراجعة الدروس حتى ليلة الاختبار حين تكون أغلب المعلومات متفلتة وكأني أدرسها من جديد لأول مرة.”
وكأنك تتحدثين عني، صحيح ما قلته أن المذاكرة من ملخصات الآخرين تشتت كثيراً، أعجبني البرنامج الذي تستخدمينه في عمل الخرائط الذهنية، شكراً على مشاركتك لطريقتك في المذاكرة.
ـدوينتك جدا مفيدة .. انا وحدة من الناس اللي اعاني بالمذاكرة , اخر صورة تمثلني وقت المذاكرة , راح امشي على طريقتك بالاختبارات الجاية .. يعطيك العافية
التلخيص سر تفوقي الدراسي للأمانة 🙂
ملخصاتي في فترة الاختبارات النهائية فقط أكثر من ملخصات اختبارات التيرم كامل لوووول
حتى إني لتثبيت المعلومات من جديد استغني عن ملخصاتي القديمة للاختبارات السابقة حتى اتذكر أكثر أكتب أجدد
شكراً لتدوينتك الثرية .