لأن الجنة يا صديقة أغلى أمانينا، وإني لأحب لقاءك فيها، بل في أعلى المراتب..
وأني أريد أن نكون في ذلك اليوم المشهود تحت ظله..
أحبكِ في الله!
والحب في الله -يا صديقتي- ليس كأي حب! بل هو حب مرسوم المعالم، واضح الأهداف، يسمو بنا ويرقى..
الحب في الله، عهد طويل الأمد، كثير المعان، كبير الصفات، وميثاق غليظ.
يبدأ منذ لحظة التآخي، وتعارف الأرواح، ويستمر بالدعاء، وتمني الخير والإيثار،
أحبك في الله، كلمة كبيرة، مترتبة المسؤوليات، تترجم بالعمل لا بالقول..
وإني في كل يوم لأعتذر لقلبي الذي يحتويكِ تقصيري معكِ..!
أن أحبكِ يا صديقة،
دعاء لكِ في السجود ولوالديكِ وأهلك وجميع أصحابك..
أن أحبكِ يا صديقة،
شد على يدكِ في طريق العلم، والحرص على القرآن..
أن أحبكِ يا صديقة،
تذكير بأذكار الصباح والمساء، وذكر المولى عقب كل صلاة..
أن أحبكِ يا صديقة،
تشاركنا إحياء السنن، وتبادلنا السيّر وقصص الصحابة والسلف..
يا صديقة، لأني أحبكِ،
أتمنى لكِ أن تكوني إلى الله أقرب، وآسى على حالكِ إذا ما قل إيمانكِ.
يا صديقة، لأني أحبكِ،
أخاف عليك فلتات اللسان، وأكل لحوم البشر.
يا صديقة، لأني أحبكِ،
أغار على حجابكِ وأشد عليكِ فيه.
يا صديقة، لأني أحبكِ،
أحب أن أراكِ معتزة بالإسلام، لا بأهل الغرب.
يا صديقة لأني أحبكِ،
أخشى على أذنيك من أن تلوثهما الأغاني، وتحجر قلبك.
ولأجل هذا وأكثر يا صديقة..
اعذري خشونة صوتي وإفراطي عليك، فإني أخاف عليكِ لا أكثر!
(الصورة)
عندما قرأت تدوينتكِ صباحًا ابتهجت أساريري بعدها تخيلت مشهد يوم المحشر فعرفت عِظم هذه الجملة رغم قصر حروفها ..
دخلت على موقع كنت قد زرته منذ أسبوع فوجدت رسالة مفادها إني أحبكِ في الله .. ياااه أهذه مصادفة أم ماذا؟
أحسست بدوري ودعوت الله أن يسخرني لقائلتها ويجعلني من خير الصحاب..
قلوبنا بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبهما كيف يشاء، فحريّ بنا أن نجدد العهد ونربط هذا الحب بالله الباقي سبحانه لا بعرض من الدنيا ولا جاه ولا مال.
إنّي أحبكِ في الله يارفيقة الجنّة ❤️
دائمًا ما أتفكر بقولنا لهذه المقولة: أُحبك في الله!
نحنُ في الحقيقة نضع على عاتقنا مسؤولية عظيمة سنسأل عنها..
يُؤلمني حال كثير من العلاقات، يظن أصحابها أنها حب في الله،
ولكن العبرة بالحقائق، لا يجنى من تلك العلاقات ثمار الحب الصادق..
وقد يُعرف مدى صدق هذه المحبّة حين نُقارن حالنا قبل هذه المحبّة وكيف نحن من بعدها؟
الحب في الله يعني أن أجاهد لبقاء هذه المحبة كما يحب الله،
وأن أتفقد قلبي دائمًا لبيقى صالحًا لهذه العلاقة،
وأن أغلق كل مدخل من مداخل الشيطان قد يحيل بيني وبين الهدف،
وأن أستعد لأن لا تكون هذه العلاقات يوم القيامة لي خصوم!
وأن أتبصر خطواتنا بين الفينة والأخرى..
هل نحن على الطريق؟ بصدق نحن سائرون لله وجنّته؟
يقول يحيى بن معاذ:
حقيقة المحبّة أنها لا تزيد بالبر ولا تنقص بالجفاء!