يتجدد اللقاء في قاعدة جديدة من تلكم القواعد القرآنية التي تتدارسنها آل ضياء، وهذه القاعدة أكتبها متأخرة بعد أن سبقتني الصويحبات وانتقلن منها.
وقاعدتنا لهذه التدوينة هي قاعدة كريمة ذكرت في شأن من انتهت بينهما العلاقة العظيمة علاقة الزواج بأن لا ينسيا ما كان بينهما من عشرة وحسن معاملة.
ويضرب الشيخ المقبل عدد من الأمثلة الشريفة لأفعال كريمة وقصص سماها بالنادرة لرجال عظماء طبقوا هذه القاعدة على وجه الإحسان مما أكرموا فيه طليقاتهن، فمنهم من أسكنها بيته بل وأنفق عليها تفضلا.
وخارج دائرة العلاقة الزوجية، يبين لنا الشيخ انطباق هذه القاعدة على علاقات شتى ويبدؤها بموقف الحبيب صلى الله عليه وسلم من المطعم بن عدي والذي لم يزل يذكره صلى الله عليه وسلم بالفضل رغم أنه مات مشركا.
ثم يدخل في حياتنا الشخصية ويبين التطبيقات العملية، فمن التطبيقات تلكم العلاقة التي تربط الزملاء العمل ثم تنتهي لأي سبب كان، فالواجب على المرء إظهار مشاعر الود والإحسان وإكرام الزميل وعدم نسيان ما كان بينهم من فضل.
وهنا استطرد موقفا من حياتي الشخصية عندما جمعتنا الصفوف الدراسية وتفاجئنا بعزم إحدى الزميلات على الانتقال وكانت مسكينية تشتكي فقد الصديقات، عمل الفصل يومها حفلا وداعيا ما كانت تحسب له أي حسبان.
ومن المواقف التي تحزن على النفس هو بعد تخرجنا وانفصالنا وانشغال كل منا في حياتها، انخفض التواصل إلى حد كبير فصرت إذا استلمت رسالة من إحداهن تكون تلك بشارة تصنع يومي تشعرني بأن هنالك من تزال تذكري بالفضل وأنا على بعد أميال عنها.
ومن التطبيقات التي ذكرها الشيخ الوفاء للمعلمين، وهذا موضوع كبير جدا وشائك، أنا عن نفسي بمجرد أن تنتهي علي مرحلة أسلك طريقا مختلفا عن طريق بعض المعلمين، مع أن أقل الواجب هو أن أسلم عليهم.
وقد جربت شعور المعلم مرة لما تطوعت في أحد المراكز لأحمل مسمى معلمة! وقد أحزنني أن أرى بنياتي لا يبادرن بالسلام علي بعد انتهاء تلك الدورة، ولكني ما زلت لم أتعظ..
ومن العلاقات أيضا علاقة الجار بجاره بعد وداعه، أذكر هنا أبي وجدي وثلة من أعمامي حين اسمع عن زيارتهم لجار المسكن القديم، وكيف أنهم ما يزالون يقومون على حوائجه وخدمته.
والخلاصة: تفقد أهل الفضل في حياتك وبادر إلى إكرامهم بالكلمة الطيبة والمعاملة الحسنة.
ممّا قلت في شأن هذه القاعدة :
أتريد أن لا يُنسى فضلك؟
أتريد أن يعامل النّاس خطيئتك
كنقطة في بحر من الإحسان؟
* عاملهم مقدمًا بذلك،
وكما تحب أن يعاملوك؛ عاملهم!
فالعبرة بما نقدمه نحن أولًا..
وكما تدين تُدان، وإحسانك لأحدهم مردود عليك،
ولا تبالِ بمن نسي فضلك..
وقابلك بمعاملة جافة وكأن لا شيء بينكم!
انشغل بمن لهم فضل عليك، بتقديم الشكر،
ورفع الدعوات الصادقة لهم..
بوركتِ ()