لا أحب كثيرا الخوض في كواليس أراسيل! وكم أنتقد بعض الفرق التطوعية التي أراها مكشوفة للعيان
وبسبب هذا ربما انقطعت عن التغريد لفترة طويلة لأني أغرد دائما عما يكون شغلي الشاغل وفي الآونة الأخيرة لم انشغل بشيء بقدر ما انشغلت بأراسيل فخشيت أن أفرط الحكي..
أحيانا تختلج في قلب المرء مشاعر كثيرة لا يستطيع إلا الإفصاح عنها بالمكان الذي يحب وفي المكان الذي يضمن أن تصل مشاعره لمن أراد، متخففا من الرمزية في الحديث، وكان هذا أحد الأسباب الذي جعلتني أعلن بشكل صريح في تعريفي على تويتر-القديم- أني إدارية في الفريق، فلعل البعض يفهم ما أرمي إليه عندما تنفلت من قلبي بعض التغريدات التي أحكي بها انعكاسات حول العمل في أراسيل .. وهذا ما أعده إلا احتراما لهم..
ومن منطلق المشاعر المتدفقة، التي تقتحم الفؤاد وتصر عليه أن يسردها بقلمه هو، الفريد عن قلم العقل بكثير .. جاءت هذه التدوينة لأهديها لأجمل رفقة عرفتها في الوجود..
..
سألتني ونحن نقوم بالترتيبات الأخيرة من المشروع الرمضاني.. ما هو شعورك هذه اللحظة! أجبتها بعبارة واحدة فقط .. شعور “دوناتسي” وهي كلمة لا تفهمها إلا الأراسيليات
لم تكتفي بشرى بهذا الرد! وأعادت السؤال.. فقلت: لن استطيع البوح بشيء حتى تأتي اللحظة التي بالفعل نقول فيها هذه نقطة النهاية..
وياليتني لم أقل! لأن المشاعر بدأت تفتلت وتلك النقطة لم تحضر حتى الآن ونحن على وشك توديع رمضان..
المشروع الرمضاني؟ ماذا أقول؟ هل أحكي عن تلك العقد التي انفكت أمام ناظرينا ونحن لم نسعى فيها كثيرا..
إنني أعني التيسير المشهود..سبحان الله وبحمده.. خواطر كثيرة كانت تراودني وأنا أشعر كأني نسيتها أو ربما امتنع عنها..
أثناء كتابتي لتقرير المشروع والذي نضمن فيه خلاصة تجربتنا .. بدأت أمر على الأعمال واحد تلو الآخر ، كانت الذكريات كفيلة بالعودة إلى مخيلتي..
أول شيء قررت الكتابة عنه هو مقارنة بين رمضان هذا ورمضان الفائت .. كانت المشاعر تفرق بحجم كبير جدا..
ما زلت أقول أن مشروعنا هذا أسهل من العام الماضي بكثير مع أن الحقيقة أن هذا المشروع أضخم ثلاث مرات !
لا أدري لما تحديدا.. أظن أن اتضاح الفكرة كان هو الأقرب إلى أذهاننا بالإضافة إلى تجاربنا وخبراتنا المكتسبة .. وما دعم العمل بشكل أكبر بكثير هو انضمام كوكبة من المتفانيات بالعمل ..
هل بحق لي الافتخار؟ أكتب هذه الكلمات تخالط عيني الدموع وأنا أتذكر تلك اللحظات التي اشتعل فيها الفريق يعلن حالة من العطاء! كان العطاء يفتخر بهن! .. كل واحدة كانت تريد أن تساهم بالقليل أو الكثير ..
أذكر جيدا أننا لم نتعب أنا وبشرى في البحث عن من تنفذ الأعمال بل كان ثلاث أرباع العمل مبادرات!
كانت الأعمال شاقة جدا .. أنا أدرك حقيقة مقدار التعب الذي واجهته كل مشاركة وأعلم يقينا أن البعض قد اعتراه ألم في المفاصل وآثار إجهاد على العينين.. كما أن هنالك من كانت تعطي بتفاني وهي في ظل استعدادها لزفافها أو مجالسة أطفالها أو تمريضها لأمها وأخيرا تعطل الشبكة ورداءة الاتصال ..
لماذا أحبهن؟ هل تعرف تلك المشاعر التي تراودك عندما يقدم أحدهم إليك عملا واضح فيه التعب ثم ترده عليه وتقول أنه ليس هو المطلوب وقبل أن تحاول (الترقيع) .. يسبقك بأن هذا ليس مهما، المهم أن يخرج العمل بالجودة المطلوبة..
لماذا أحبهن؟ عندما أجد في إحداهن انتماء كبيرا، أجدها تقوم بما هو فوق المطلوب! من تلقاء نفسها تبادر ببعض الأعمال، وتروج للمشروع ..
لماذا أحبهن؟ عندما تكثر من التنبيه والتصحيح وإعطاء الملاحظات الثقيلة على النفس من أجل أن يخرج العمل سليما، تراهم يتقبلون بصدر رحب وبلا جدال!
لماذا أحبهن؟ عندما تفاجئنا جميلتان بضمنا إلى مجموعة دردشة للتخفيف عنا بعبارات جميلة تختمانها بوعد بالعطاء..
لماذا أحبهن؟ عندما أفتح عيني صباحا فأجد ذات جمال تعلن لنا عن موضوع في ملتقانا كمفاجئة فإذا به خليط من الذكريات والأشواق وكلمات التشجيع .. وهو ما يخجلني ويعجزني عن ترك رد لها..
أحبهن .. ولو عددت الأسباب ما انتهيت ..
أحبهن كما تحب اليباب السحب الماطرة..كما تهوى الفراش شذى الزهر..وعدد حبات رمل..