http://img830.imageshack.us/img830/6679/59750087.jpg

لا أدري كم بقينا سنين في خداع !, منذ أن نشأنا تعلمنا أن نجلس على كرسي صغير, و أمامنا طاولة وضعنا عليها الكتاب و أمسكنا بكفنا بالقلم, ثم حُشت المعلومات في أذهاننا و أُعجبنا بها. تربينا منذ صغر عقولنا على أن هنالك أبطال يلزم الافتخار بهم و أن العيب في نسيانهم,وحفظنا ما تعلمنا وعقولنا تكبر شيئا فشيء, علمومنا أنهم رفعوا رايات العرب عاليا مما حققوه في العلم و الأدب و الفن و الفلسفة, هم نموذج ناجح مثال لمن أراد الاقتداء, علومنا كيف أنهم حاربوا المصاعب في الوصول إلى المطالب, ووقفوا في وجه كل من وقف في وجه رغباتهم و طموحاتهم, قد وهبهم المولى من جزيل نعمه ورزقهم كلمة مسموعة و عقلا مفكرا. تعلمنا “كأنهم” كانوا معصومين, نهجهم دوما في صواب. وتعلمنا أنهم حققوا وصول المعالي التي يصعب على المرء إدراكها و ألزمونا بتمجيد أفعالهم, وبقراءة مخزون التجارب التي تركوه لنا, وقد فعلنا.

أحببنا القراءة و الكتّاب عندما تفتحت عقولنا و أصبحنا في نهم لمعرفة التفاصيل.
غصنا في عالم الأدب, تتبعنا الأخبار و السير, بحثنا في التراجم عن أسس النجاح.
وقد أردنا القدوة في نكون كمثلهم, يشاد لنا و يفخر بنا و ننال أعلى المراتب.
فعرفنا كيف نالوا المراد و حققوا الأماني و الطموحات فأغمضنا تارة, و فتحنا تارة أخرى, لعل ما نقرأ ليس حقيقة, لربما كان غير الصواب!.
انزاح الغطاء, فُسِخَت الأقنعة, قُلبت الموازين, و أعلنت الحقيقة عن تجليها. إذ قد عرفنا أنهم سلكوا نهج من أراد الغاية بأي وسيلة.

حتى لو كانت هذه الوسيلة أن يضعون الدين تحت أقدامهم ويرفعوا راية العولمة, و آخرون تعجبك أقوالهم فتغتر وعندما تعي ترهم دعاة الإلحاد, يفسدون على العقول الصغيرة و يتهمون الدين ضعفا, يرمون بأسئلة الشبهات على البسطاء و الجهلاء فلا يعرفون لها رد فينخدعون, ولو أنهم عادوا لأهل العلم لوجود الأدلة في الرد.

فعلمنا أخيرا أن الرايات التي رفعوها, كرايات المحتل على قولبنا غصبا. و أن المصاعب التي اجتازوها, هي أن يجدوا شبهات لرميها. و أن من وقفوا في وجوههم ما هم إلا الأبطال الأحق ممن تصدوا للدين من المعتدي الذين يكون هو من بني جلدتهم أصلا !. و علمنا أن النعم السابغة التي وهبهم إياها باريهم لم يحسنوا إليها, فكانت نقما عليهم يسيرون بها إلى الجحيم.
ولو أنهم وعوا و تفكروا و حمدوا و سبحوا لزادهم ربهم من فضله ولما تحولت النعم إلى نقم.

أولائك الأدباء, يظنون أن ما اكتسبوه من العلم الذي ربما لا يمس علم الشرع بصلة كافيا لأن يتخذوا أدوار المفتيين فيجيزون ما يريدون و يحرمون ما يريدون وثم يشككون بأهل العلم الشرعي.

هم لا يعترفون بقصور عقولهم كأنما ولدوا و الكمال سواء !
يرمون كل الأدلة المسندة, و الأحكام و القواعد المحكمة, فيتبعوا ما تملي عليهم شياطينهم و أهوائهم.

فإذا رآهم العدو استبشر بهم, فقربهم و أكرمهم و رفع من شأنهم أمام العالم باحتيال, بارزا دوافع أخرى و مسميات تمويهية.

مَثل هؤلاء ليسوا محددين بزمان معين و مكان محدد, هم أقوام يذهبون و يأتي من سواهم يسلك منهجهم, وهي مسيرة طويلة و حكاية عظيمة من ابتلاء للمسلمين.

مخلص ما كتبت:

هي بطولات و تمجيد و سعي للاقتداء هو ما تربينا عليه بصفحات كتب المناهج إنهم أناس يعرفون بالعظمة التي رفعت راياتنا كعرب كانت دائما ما تردد على مسامعنا تراتيل قصيدهم و سرد حكاويهم حتى أن حفظنا حياتهم, جوائزهم, إنجازاتهم كتبهم, و ضربنا بهم الأمثال, هي الصورة السطحية التي غنينا بها حتى إذا:تزودنا تعمقنا و غصنا في عالم الكتب فانقشعت عنا صور أمجادهم و رأينا في أعماقهم الحقارة التي استقصدت ديننا, نهجنا,
وحاربت حجابنا “عولمتنا” فلا غريب أن نالوا مناصب ولا غريب أن عظموا .. ولا غريب أن اكتسوا بثوب من نقاء يخفي دواهيهم فلا بارك الله في قول جميل يجذبني إليه ليصدني عن ديني كإنه سم في كأس العسل.