لو أن لي حبرًا من عسجد ربما كنت قد غمست ريشتي فيه لأسطر هذه الكلمات إعجابًا وتقديرًا بالسيدة الجميلة التي تعتبر أنموذجًا يا حبذا الاقتداء به.

لعلي مثل غيري عرفت أروى العمراني بعد الحادثة الأليمة التي مرت بها. ولعلي تابعتها بغير اهتمام بجديدها في الوقت الذي لم تكن اطروحاتها تقع ضمن دائرة اهتماماتي التي لم تكن تتعدى الجامعة و أراسيل.

ولربما كان زهدي في متابعتها ظنا مني أنها اكتسبت شهرتها من شهرة والدتها كحال كثير من مشاهير الإعلام اليوم.
لكني رأيت في أروى شخصية مستقلة تماما، بَنَت نفسها بنفسها وتفردت في ظهورها، وذلك لما شاء الله أن تتسع دائرة اهتماماتي لتشمل منزلا وأسرة، وأصبحت ربة المنزل التي تبحث عن حلول جديدة ومبتكرة آبيةً بذلك أن أكون نسخة من أمي عن جدتي. ثم رأيت أني أحمل الكثير من الأفكار والأسئلة، وأتعجب لما أجد الأجوبة لدى أروى دون الحاجة لأن أطرح عليها الأسئلة مباشرة!

فكم هو شعور جميل لما تختصر علي أروى المسافات وتكفيني هم السؤال أو البحث بمجرد  تشغيل السناب شات -وعلى قلة ما أفتحه- فأجدها تشرح ما أنا بحاجة إليه.

وعلى الرغم من أن لأروى شبيهات كثيرات في وسائل التواصل، أرى أروى من بينهن نجمة لها شعاع منبثق يخطف الأنظار؛ فأروى تتفوق عليهن جميعا في نقطة شديدة الأهمية
وهي أنها لها مدونة، ومدونتها تقدم إثراء كبيرا في المحتوى العربي على الشبكة.

إننا لنشعر بالأسى لما نبحث باللغة العربية فلا نجد محتوى موثوقًا ومفهومًا ونضيع أوقاتنا بين الصفحات في البحث عن معلومة كاملة ومفيدة.
في حين أننا لو بحثنا باللغة الانجليزية نجد المعلومة سريعا، نجدها مختصرة أو مفصلة، في مقال أو صورة أو فيديو. شيء مبهر حقيقة، ويشعرنا بالغيرة والغبطة.

أرمق مدونة أروى بعين الإعجاب لما أرى تدويناتها تخرج لي في أولى نتائج البحث وأجد تدويناتها شاملة وتجيب على جميع الاستفسارات.
فهي لا تُشكر فحسب على أنها تثري المحتوى العربي في الموضوع بل لأنها تجعله شاملا موفرة بذلك علينا عناء البحث عن جميع الإجابات في فوضى المنتديات أو المواقع المزحومة بالإعلانات.

ثقافة التدوين في المدونات للأسف ليست منتشرة لدينا نحن العرب، ولا ندرك أهميتها، فأنا شخصيا على مر السنوات كنت أظن أن المدونات تهم الأدباء والكتّاب أكثر من غيرهم!
لكنني اليوم أدرك أننا نحتاج المدونات في كل شيء، نحتاجها في كل المواضيع، نحتاج أن تكون هنالك صفحات على الانترنت مفهرسة ومصنفة يستطيع الجميع الوصول إليها.

فإننا لا نفتقد إلى التدوين، بل إلى المدونات.. الكثير اليوم يدونون لكن في غير الأماكن الصحيحة للتدوين.
يدونون على الانستقرام؟ على التلقرام؟ يدونون حتى في ال ask !
هَم البعض منهم التدوين في مكان بسيط، في متناول الجميع، سريع الانتشار،

لكنهم لا يدركون أن معلوماتهم للأسف مع مضي الأيام تطوى ويصعب إلتقاطها والرجوع إليها من جديد، ولا تصل إليها محركات البحث بشكل سليم.
فيا خسارة للجهود التي تبذل ولا تفيد إلا بشكل قليل.

أتمنى أن يقتدي الجميع بأروى فأروى بالنسبة لي مرجع، ومدونتها تسهل علي مشاركة المعلومات مع الصديقات في كل وقت وحين.