تغريدة استفزتني وأثارت ما بداخلي حتى قررت أن أنصرف عن دروسي وأسجل هذه الملاحظة..

لماذا دائما يصور الأب في المجتمع الخليجي على أنه لا يجيد إلا الصراخ وحمل العصا وبالمثل الأم أيضا لا تجيد إلا أن تكون صاحبة طلبات من البنات والصبيان مع شتيمة لابد أن تطلقها؟

هل آباؤنا معروفون بالجفاف إلى هذه الدرجة أم أننا جيل لا يجيد إلا المشاكل وإغضاب الوالدين لدرجة أن صارت الشتيمة عالقة بنا؟

تجولت في حسابات الانستقرام لمواقف يرويها أصحابها وأخرى لمقالب من النوع التي تقول أكتب لأبوك أو أمك في الواتس أب كذا وصور ردت الفعل..

فلاحظت تكرر ردود الأفعال واستخدام كلمات مثل: انجلدت، روح البقالة، غسلي الصحون..

ومن شدة تكررها حتى صار عندي اعتقاد أقرب إلى اليقين أنها مبالغات وتأليف وتمثيل لإضحاك الناس وزيادة المتابعين..

أنا أبدا لا أرى أنه من الارتقاء أن نصور مجتمعنا كمجتمع جاف المشاعر، منعدم الحوار، غليظ في التعامل، بذيء الألفاظ وإن كان ثمة من ذلك فيه فهو نوع من جلد الذات وإحباطها والتعميم .. بل هو أيضا كشف لستر البيوت وستر الذات..
فأنت يا صاحب القصة الذي ذكرت في آخرها أنك تلقيت أنواع الجلد بل ربما صورت لنا صورة من التعذيب أفضع مع علمي بمبالغتك في تصوير الموقف، كان بإمكانك أن تكتفي بالقصة دون أن تذكر ما حصل بعد ذلك ..

وأنت يا مؤلف النكته السامجة هذه أهنت مجتمعا وألبسته ما ليس فيه بعد أن أهنت نفسك وشوهت صورة أبوك ولا أظن عاقلا يفعل ذلك..

ثم ألم يسعك أن توصل الفكرة الفاشلة هذه دون أن تستخدم شتيمة؟ أرى تساهلا كبيرا في هذا الموضوع من قبل الشباب الذي يتنافسون في النكت لتبدوا كل واحدة أقوى من الأخرى..  ففي الحين الذي يسعى آباءٌ ومعلمون على تقويم أخلاق مجتمع، فيعلمون أبناءهم أن هذه الكلمات لا تصدر إلا من أشخاص غير متربين.. يأت أصحاب هذه النكت ورواه القصص فيصورون أن الآباء هم الذين هم النموذج والقدوة ومصدر التربية هم بشكل عام من يستخدم هذه الألفاظ!!

أنا أعتقد أنها إساءة يسيء بها ابنٌ لأبيه بأن يخبر الناس أن أباه كان يشتم

وأقول كلمة أخيرة: هب أنك شخص من بلد/مجتمع/ثقافة أخرى، ما هي الصورة التي ترسمها في مخيلتك عن مجتمع جله يصف نفسه بهذه الطريقة؟ وثم كيف سيكون احترامك له؟

 

 

تحديث: 

كلام بليغ جدا: https://twitter.com/HanaAlNowibet/status/912864155601907712