تجول في خاطري كلمات في ذكرى المكالمة الأخيرة، لكم حننت إلى صوتك الرخيم وشدكِ على يدي..

ما زلت أكتب إليك بعد سلسلة من الرسائل، ختمت آخرها أن ثمة حديث سيكون، ولكني ابتلعته من غير مبرر..!

انسدل فستانك الأبيض مثل بياض قلبك، بل أن قلبك أجمل.
في عينيك نظرة الحياء وابتسامتك ابتسامة السعداء والوجه إلى الأسفل من شدة الخجل.

وأنا وصاحبتي نكحل عيوننا نبصرك.. أنا أراكِ لأول مرة بعد تلك السنين الكثيرة .. وهي لأول مرة في العمر ..

ولم تكن بيننا قبل ذاك عدا رسائل الأوفياء والمكالمات..وصورتك نرسمها في الخيال..
حضور كلتينا زفافك تيسير من المولى القدير ونعمة.. وذكرى لا تنسى وهي من أجمل الأيام..

يومها ألقيت على مسمعكِ:

هي الأكوان عامرة رباها
بحب لا يحد ولا يعكر

فتحفظنا لفرحتنا بذكرى
تضوَّع صفوها مسكًا وعنبر

دعوا الأيام تحكي عن سناها
دعوها في بحار الأنس تبحر

عروس قد تسامت في بهاها
حروف الشعر زاهية تسطر

تبارك بالسما ربا حباها
فؤادا صافيا رحبا مطهر

عروس من محبتنا أتينا
تهانينا لها بالسعد تزهر

إله الكون بلغها رجاها
وهبها الخير والعيش المنور

أحب اسمك لما أراه، تنمو على حروفه الأزهار، لا نقطفها بل تهدى إلينا من يديك الفاتنة. لتحلق فراشات قلوبنا سعيدة في روض جميل يجمعنا..

أحب فضلكِ علينا..يا معلمتي..
وأفتقد شدتكِ وتلك الكلمات التي تصب في أذني صبًا لتجعلني أوقظ همتي وأصحح نيتي..

المكالمة الأخيرة.. علمت أن بعدها ستكون أشواقنا كبيرة..
المكالمة الأخيرة..علمت أن بعدها حرمان وفقد..
المكالمة الأخيرة..قلق ومشاعر ترقب..

يا رب اكتب لحبيبة قلوبنا لطفًا ورفقًا وانشراحًا وتيسيرًا وسعادة دائمة