المقيم في عالم التواصل الاجتماعي قد يعيش في الفترة الراهنة تغيرا في الأجواء العامة.

فالطيور المغردة، والمعتكفون على كتاب الوجوه والمندسون في الطرقات، مستغرقون في مناقشة قضية #الاختبارات

أما عن الطائرات الورقية والفقاعات تلك التي تحمل رسائل الأصدقاء قد قلت في الآونة الأخير وانسحب بعض هواتها
وصارت أغلب الرسائل تحمل نصائح أو مراجعات..

فلذلك قررت أن أشارك الأصدقاء جوهم والذي سأعيشه فور انتهائهم وأنشر بعض القصاصات هنا بعنوان #موعظة_الاختبارات

(1)

قال تعالى:
” فإذا ركبوا في الفلك دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر إذا هم يشركون” سورة العنكبوت, الآية 65

ما أشد شبه الفترة التي نمر فيها بركوب البحر !
البحر سطحه أمواج ورياح، وأعماقه خيرات وأرباح..
واختباراتنا صعوبات وتحديات ومن ثم درجات وشهادات ..

وهي فترة شدة لا ريب، يكثر فيها الطالب من الدعاء سائلا الله التوفيق والسداد..

وبعد أن تمر هذه المرحلة، مؤسف أن منا من ينسى أن يشكر ويولي مدبرا مستكبر..

حري بالمؤمن أن يعرف الله في الرخاء والشدة..
ومن عرف الله في الرخاء عرفه في الشدة…

(2)

كنت في أيام الثانوية قد اشتركت في مسابقة علمية خارج المدرسة، وقد أعدتني المعلمة لذلك. عند باب المدرسة ودعتني متمنية لي التوفيق وما أن أدرت ظهري خارجة نادتني لتلقي على مسمعي موعظة أخيرة:

أكثري الاستغفار إذا استصعبت عليك مسألة فقد قال شيخ الاسلام ابن تيمية:

“والله ما استصعبت علي مسألة فأستغفر الله الفاً او اكثر الا يفتَحُها الله علي”

تركت وصيتها في نفسي الأثر العميق ومازلت أذكرها فيها.

(3)

“أنا بانتظار أن تنتهي الاختبارات حتى انظر في أمور إصلاح نفسي”

من أسوء ما سمعت..وأكذبه..
كيف نجعل الاختبارات ذريعة للتأخر في التوبة ونحن لا نضمن أعمارنا؟
بل إننا بحاجة إلى الاستعانة بالله وتوفيقه خصوصا في هذه الفترة..

الإنسان قادر على أن يضع أكثر من هدف وينشغل بهما في آن واحد..

كم نعاني نحن من تضييع الوقت وتفضيل الراحة وأمور دنيانا على أخرانا..بل نعاني من عقبات وهمية من صنع أنفسنا..

وبالمناسبة، جميع من قالوها انتهت اختباراتهم ودارت عليهم الأيام وإلى الآن ما تغيرت أحوالهم للأصلح..

(4)

ما أتفه اختبارات الدنيا، إنها فقط تحدد مستقبلنا الدنيوي أو قد لا تشكل فرقا.. مع ذلك تهتز أركاننا خوفا وطمعا..

ليت قلوبنا القاسية تلين وتتذكر أنها تعيش اختبارا أكبرا يحدد المستقبل الحقيقي.. مستقبل الخلود..

عجيب أن يكون طموح أحدنا الحصول درجة الامتياز في الدنيا، ولا يكون طموحه من الجنة فردوسها

(5)

الاختبارات تعلمنا الدروس وتهدينا من المواعظ التي تنفعنا في اختبارنا الحقيقي

عندما أدخل على اختبار ويواجهني سؤال متاهة أو يحتاج إلى حل طويل يتسلل إلى داخلي تساؤل..  ماذا لو كان بعد هذا العناء لا شيء؟
لا شيء صحيح وأكون قد سلكت غير ذات الطريق وابتعدت عن الإجابة والنتيجة صفر ..

تقع على لساني مباشرة الآية:
“وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا” الفرقان, الآية 23

هباء منثورا. .
هباء .. منثورا ..

يا الله!  يقشعر الجسد..
أبعد الحياة ولربما طول العمر .. نحشر إليك مفلسين لا شيء لا شيء!

“أتدرون ما المفلِسُ ؟ قالوا : المفلِسُ فينا من لا درهمَ له ولا متاعَ . فقال : إنَّ المفلسَمن أمَّتي ، يأتي يومَ القيامةِ بصلاةٍ وصيامٍ وزكاةٍ ، ويأتي قد شتم هذا ، وقذف هذا ، وأكل مالَ هذا ، وسفك دمَ هذا ، وضرب هذا . فيُعطَى هذا من حسناتِه وهذا من حسناتِه . فإن فَنِيَتْ حسناتُه ، قبل أن يقضيَ ما عليه ، أخذ من خطاياهم فطُرِحت عليه . ثمَّ طُرِح في النَّارِ” رواه مسلم

ختام:
إياك أن يشغلك مستقبلك الدنيوي عن الأخروي