إذا كانت هذه هي جنة الدنيا فكيف بجنة الله في الآخرة؟
في صباح ثاني يوم لنا في المنتجع، وعقب تناول وجبة الإفطار كنت أجلس وحيدة في صالة الاستقبال وحيث يجتمع أغلب مقيمي المنتجع، قابلت خالة سعودية بادرت إلي تلقي السلام وتتعرف، طلبت منها الجلوس ودارت بيننا أحاديث ودية، وكانت إنسانة في قمة الروعة والرقي ثم شاركتنا ابنتها الجلسة.
حكتا لي كيف قضوا ليلة البارحة بلا نوم بسبب الوزع، وأنهم ينوون مغادرة المنتجع لعدم الارتياح، كما حكتا لي عن تجربتهم والأماكن التي زاروها..
ارتحت لهما، وقد كان حديث الخالة لا يخلو من الذكر والتأمل، فجذبني من كلامها قولها: “زرنا منطقة تسمى جنة الدنيا والطريق إليها جد خطير، منحدرات وشارع يقسم الظهر، كنت أقول هذه هي جنة الدنيا لكي نصل إليها نعرّض أنفسنا للمخاطر والمهالك، وجنة الله تشترى في بيوتنا بذكر وقرآن آمنين مطمئنين”
فلنتأمل كيف فتح الله علينا أبواب رحمته ويسر علينا عبادته في الرخاء..لكننا نقابل ذلك بالتكاسل والانجراف نحو المعاصي..
ذكرني حديثها بما يقول أبي دوما
في الدنيا أشجار كثيفة كل منها أكبر من الآخر، جبال لا تعرفها من شدة اخضرارها، وماء يجري كجدول أو نهر .. ولكن سلّم لي على الحشرات والوحوش..
لابد من منغص، فما كان الله ليضع جنته في الدنيا..
وحدها الجنة الحقيقية هي التي تخلو وتصفو من أي منغص أو خطر..