قال فضيلة الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله –<br /> (مطلوب من المسلمة الاحتشام والحياء، وأن تكون قدوة حسنة لأخواتها من النساء، وأن لا تكشف عند النساء إلاّ ما جرت عادة المسلمات الملتزمات بكشفه فيما بينهن، <br /> فهذا هو الأولى والأحوط، لأن التساهل في كشف ما لا داعي لكشفه قد يبعث على التساهل ويجر إلى السفور المحرم والله أعلم)<br /> الفتاوى الجامعة للمرأة المسلمة، صالح الفوزان، 3/1041

رأيتها في العيد مكشوفة الرجل والذراع، وقد بدا من الظهر ما قد بدا، وإذ بي أتلمس خيط رفيعا من الذاكرة أشده ليكون حاضرا أمام العين لما عشنا زمانًا ظهرت فيه فتاوى تحريم البنطال، وقد استجابت لها الأمهات بنوع من الصرامة وصل إلى منعه عن البنات بكامل الأشكال، وأذكر جيدًا قرصات جدتي، ونَهَر إخواني، وفساتيني المصفوفة في الخزانة تماما كأنها خزانة سالي..

هذه الفتاة في طفولتنا جمعتني معها رحلة وقد لَبِستْ بطالا واسعا وقميص طويلا قد تعدى الركبة وقالت: “أنا أصلا لا ألبس البنطال لكن لأننا اليوم في رحلة لبست الطويل والواسع”، ولم يعجب هذا الكلام إحدى الحاضرات وقد رمقت لها بعين استنكار وكأنها تقول: “حتى ولو !”

تعجبت كثيرا من هذا التحول الذي جاء بشكل متدرج خلال عشرة سنين، وليس على البنت وحدها وإنما على أمها والخالات والعمات والجدات كذلك! والمجتمع ككل..

قبل خمسة سنين فقط، كنت إذا حضرت الأعراس أرى الفتيات يتوشحن بأوشحة لتغطية ما بدى من الأذرع، ولم تكن هنالك من تجرأ على لبس القصير. نفس الفتيات اليوم رأيت منهن الفخوذ والظهور والنحور! ليس أمام النساء فحسب وإنما حتى أمام الرجال من المحارم..
ولا يتوقع أحد أنهن من عوام الناس، بل هن بنات رجال دين، وعلم، وأخلاق..وإن منهن من تحتسب على أنها داعية..

تتساءل ما الذي تغير؟ تسألهن عن رأي الشرع، فيقولون يجوز، يجوز! أفتى لنا فلان وعلان ..
وتتعجب من فلان وعلان كيف تصدر منهم هذه الفتوى وهم لهم مكانتهم..
وتتعجب أكثر، عندما تقارن الماضي بالحاضر..فبالأمس كان الناس في حرج من قضية اللباس الضيق وهو لا يُظهر الجسد..
واليوم لا يرون حرجا في إظهار الجسد!

ومع احترامي لأولائك العلماء، فإني لست ملزمة بالأخذ بآرائهم،
ثم إني لأتعجب من النساء وقد بحثنّ عن فتوى تناسب أهواءهن ولم يبحثنّ عن التقوى التي تعلي من شأنهنّ.. (وهنا تظهر حقيقة الإلتزام لمن تدعيه)

وقبل أن أترككم مع رد الشيخ الألباني على مثل هذه الفتاوى..
أوجه الحديث للأزواج والآباء “كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته” إن ما ترتديه نساؤكم يعكس صوركم؛ وإن أكثر ما يدور في مجالس النساء أن يقولوا: “ابنة فلان تعرت، وفلان الغيور الديّن كيف يسمح لأهله؟”

وإليكم رأي الشيخ الألباني ..

 علما أنه مذكور في بعض الكتب الفقهية أن عورة المرأة أمام المرأة المسلمة هى كعورة الرجل مع الرجل أى من السرة الى الركبة ، ومعنى هذا أنه يجوز للمرأة المسلمة أن تظهر أمام أختها المسلمة وقسمها الأعلى أى نصف بدنها الأعلى عارى ومكشوف، وكذلك ما تحت ركبتيها، والذى أريد أن أذكركم به هو أن نعلم قبل كل شيئ أن هذا الحكم ليس له دليل في كتاب الله ولا في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وشيئ آخر أن كتاب الله يدل على خلاف هذا التوسع في تحديد عورة المرأة مع أختها المسلمة .

” وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آَبَائِهِنَّ أَوْ آَبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ …….. (31) النور ، ما المقصود بهذه الكلمة لا يبدين زينتهن ، هل المقصود الزينة نفسها أو نوع الزينة أي ما معنى الآية هل يبدين مواضع الزينة ولو لم يكن عليها شيئ من الزينة أو المقصود لا يبدين تلك المواضع وعليها الزينة ، فلا شك أن القول الصحيح الذى اعتمده علماء التفسير أن المعنى لا يبدين مواضع الزينة وليس المقصود لا يبدين الزينة ذلك لأن المرأة إذا أخذت عقداً تضعه على صدرها، في يدها فقد أبدت الزينة هل هذا هو ما نهيت عنه؟؟ الجواب لا، وإنما نهيت عن ابداء الزينة وهى في موضعها ، إذن المقصود من الآية ولا يبدين زينتهن أى مواضع الزينة إلا لهؤلاء المحارم ثم للنساء المسلمات كما ذكرنا.

ومعنى هذا أننا نستحضر في أذهاننا أن هناك مواطن لم يكن حتى هذه الساعة من عادة النساء أن يضعن زينة عليها فمثلاً : هل في الفخذ زينة؟؟ الجواب لا، هل في الظهر زينة؟ الجواب لا، هل على الثديين زينة؟؟ الجواب لا، هل تحت الإبط زينة؟ الجواب لا، إذن ربنا عز وجل في هذه الآية إنما أباح للنساء أن يظهرن للمحارم مواضع الزينة من أبدانهن ليس إلا ولا أكثر من ذلك أبداً.

و الآن كيف يعيش المسلمين في بيوتهم، يعيشون بتعرٍّ أشبه ما يكون بتعري النساء اللاتي لا يعرفن دين الله تبارك و تعالى؛ لا أدري ما مبلغ هذا التعري في البيوت لأني حديث عهدٍ بهذه البلاد، لكن عندنا في سوريّة وفي مصر حدّث ولا حَرج عن توسع الناس في بيوتهم بالتكشف، تَكشِف المرأة عن شيء كثير من بدنها فوق ما أباح الله لها من إظهاره ألا وهو مواطن الزينة فقط مثلا قد ابتلينا باللباس القصير الذي ليس له أكمام، اللباس الداخلي والذي يسمى في لغة العرب القديمة بالتُبان ويعرف اليوم بالشُورت (بنطلون الشورت القصير) الذي يظهر دونه الأفخاد، فالنساء اليوم تلبس الأم والبنت مثل هذا اللباس القصير فتجلس البنت أمام أمها، بل وأمام أخيها الشاب الممتلئ فتوةً و شهوة فترفع رجلها وتضعها على فخذها فيظهر فخذها مكشوفًا عاريًا بحجة ماذا ؟! بحجة مافي أحد غريب هذا أخوها !! هذا خلاف الآية السابقة لأنّ الله كما ذكرنا إنما أباح الكشف عن مواضع الزينة فالفخذان لم يكونا يومًا ما مواطن للزينة وعسى أن لا يكون ذلك أبدًا كذلك تخرج المرأة أمام أخيها فضلا عن أنها تخرج كذلك أمام أبيها وهي عارية الزندين، هذا خلاف النص السابق لا يبدين زينتهنّ إلاّ لبعولتهنّ فهنا العضد ليس زينة، والابط ليس زينة فكل هذا باق على التحريم في حدود تصريح قوله صلى الله عليه و آله و سلّم: ((المرأة عورة)).

وأكثر من ذلك يقع .. تدخل المرأة الأم الحمام (حمام المنزل) فتأمر ابنتها بأن تُدِّلك لها ظهرها فتكشف عن ظهرها وعن ثدييها، والقسم الأعلى كما قلنا من البدن، و لا حرج إطلاقًا، من أين جاء هذا ؟! مع أنّ الآية صريحة بأنه إنما أجازَ ربنا عز وجل للمرأة أن تكشف فقط عن مواضع الزينة، و الصدر ليس موضعًا للزينة، و الظهر ليس موضعًا للزينة، لذلك كان سلفنا الصالح رضي الله عنهم يعيشون في بيوتهم في حدود السِترة التي رخص الله عز وجل لهنّ بها، فلم يكن هناك هذا التعري الذي فشا اليوم في البلاد الإسلامية.
فأنا أريد أن أذكّر بهذا المفهوم الصريح في القرآن وأن نتأدب بأدب القرآن وأن نؤدب بذلك نساءنا و بناتنا، و لا نتأثر بالأجواء المحيطة حولنا لأنّ هذه الأجواء إنما تحكي تقاليد أوروبّية كافرة في الغالب.
من شريط عورة المرأة المسلمة على المسلمة