أما وقد جمعني ببنيات مثل طلعة البدر مشروع تدارس لأسمى الذكر اسمته ذات مزن وهطل #ضياء_لقلبي
فيه نقرأ كتاب ذا محمل جميل، ينتقي من كتاب الجليل آيات بينات ويعكس ضوءها على صور من الحياة؛ لنعمل بمقتضاها ونسير وفق مفهومها فنكون ممن أحسن القول والفعل .. فهي أسس سليمة نبني عليها الحياة المستقيمة، وبها نكون قد حملنا الأمانة وأجدنا الخلافة.

واسم هذا الكتاب أيها القارئ قواعد قرآنية هكذا كما سماه صاحبه الشيخ الكريم د.عمر المقبل.

أما عن القاعدة الأولى التي تدارسناها ذي بدء فهي قوله تعالى: ” وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً‎ ”

تستوقفك هذه الآية عند النظر إليها بمنظار الحياة، فهي تجمع للمرء ماضيه وكذلك حاضره ومستقبله هكذا على أقل تعبير، حيث يبدأ المتأمل باستعادة أجزاء من حياته والتأمل في أخلاق نفسه وفيما يستوجب الإصلاح ليكون من أهل الفلاح ..

وقد بدأ الشيخ بذكر ما يوافق هذه القاعدة من آي في كتاب الحكيم ليبين من خلالهم قدر أهميتها وإحكامها..

ويذكر الشيخ بعد ذلك لطيفة من اللطائف توضح ما يحمل الحسن من المعاني الرقيقة وكيف أنه يشمل أسلوب الأداء والمضمون..


ثم يعرج إلى ما يقرب الصورة إلى الذهن ويقررها في القلب وهو التطبيقات العملية لهذه القاعدة فيبدأ بما يثير الشجون ويدمع العيون وهو قول الحي القيوم: ” فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً ”
فمن أحق بالقول الحسن من الوالدين؟
تتسائل في عمق هذه الوقفة عن كم مرة ارتفعت حبالك الصوتية كأسواط تجلد بها قدرهما بقصد أو من غير قصد؟

ويذكر الشيخ المقبل في نقطة تالية أن من التطبيقات أيضا أسلوب الجواب على السائل كما جاء في قوله تعالى: ” وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ ”
والملفت هو ما ذكره الشيخ بأن بعض العلماء يفسر هذه الآية على أنها عامة لكل سائل، سواء أكان سؤال علم أو مال..
وهذه اللفتة ترسم في أذهاننا مشاهد تبغضها النفس -لا أعني مشاهد سؤال المال الذي أغنانا الله عنه بحمده وفضله- وإما سؤال العلم، فكم سمعنا عن نظم تعليمية عقيمة في مدارسنا العربية يتحرج فيها الطالب من السؤال خشية الإساءة واتهام بالتقصير؟ -ولا أعمم-

ومن التطبيقات التي أوردها الشيخ أيضا هو أسلوب الجواب على من يبدأ بالإساءة وذلك في قوله عز شأنه وتعظمت أسماؤه:” وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً  ”
وهذا التطبيق ما زال يستصعبه الكثير منا، ممن يضخم المسألة ويستكمل المهزلة فما يكون الحصاد إلا شقاق.
وكم والله نسمع في حياتنا القصيرة عن جموع وفيرة وقبائل عريقة تخاصمت وانشقت بسبب حصاد الألسنة!

والخلاصة أيها القارئ، ضع هذه القاعدة بين عينيك وأنت تخالط الناس من حولك، ذكر بها نفسك وارتق بها عما يدنيها من القول إلى ما يعليها..