صديقتي،
تدور في ذهني خواطر كثيرة، عن تلك المحبة التي تجمعنا، تعريفها، أصلها
وفصلها، وعلاقتها وكيف أن وجدت!، ثم أراني أحلق في أفق سعيد ملتمسة تلك
المعاني العذبة حين أدرك أن ما يجمعنا هو “حب في الله”

أراني أهيم بهذا الحب النقي، مستأنسة لما يتبعه من رضوان وغفران وجمع تحت
ظل عرش الرحمن، ياه ما أجمله من يوم يا صديقة أكون أنا وأنت ومن نحب في ظل
ظليل يغشانا فتطمئن قلوبنا..

لقد تأملت تلك المعاني السامية، وبدأت أبحث من خلفها عن مدلولها، ما تعني
تلك العبارة التي تتناقلها ألستنا بقلوب صافية “أحبك”

أن أحبك، يعني أن أحب لكِ ما أحب لنفسي!
أن أحبك، يعني أن أتمنى لك الخير ومهما كانت النواتج لحد الإيثار..
أن أحبك، يعني أن أخاف عليك الخطر الذي أخافه على نفسي، أن لا أرضى لك
هوانا ولا ضعفا ولا شتاتا.. ولا طريقا يأخذك بعيدا عن الجنان التي هي حلمي وحلمك
وقريبا من النار التي هي فزعي وفزعك..

لقد بدأت أتأمل المعاني والتعريفات السابقة وأسهب في تحليلها وربطها..حتى توصلت إلى أن أحبك يعني أن أخصك بنصيحة وأتقبل منكِ أخرى فما نفع المحبة ما لم تتوج بنصائح تضيف علينا؟
ما نفع صداقتنا إن لم تكن عونا لنا في الدنيا لبلوغ الآخرة؟
أتكون صداقتنا عابرة مقتصرة على مصالح الدنيا؟!
فكيف تكون حقيقة حبنا إذًا؟ وكيف يكون في الله عهد صداقتنا!
وكيف لنا حينها أن نجتمع تحت ظل الرحمن؟

وأخيرا يا صديقة، أعاهدك على أن أكون عون لك في بلوغ الجنة، فهل تعاهديني على أن
تكوني عوني؟