ما زلت أكتب إليكِ، وكم يراودني السؤال لماذا تطيب الكتابة إليك وحدكِ؟ سؤال أتيه في بحثي عن جوابه، ربما لأني لا أريده..

علموني أن لا أعبث بسؤال لن تفيدني إجابته، ولن تغير شيئا أو تزيد معرفة، أو أن يكون الجواب غير الذي نريد..

جمعنا ذات يوم عقد جمان، كنا قد عثرنا على بعضنا فيه.. بريقه لامع صقلته الهمم.. كان حلة جميلة جدا، يكفي أنه احتواكِ واحتواني وتعارفت قلوبنا..

علمني الجمان أن لا أرى الدنيا بطرف تشاؤم، علمني أن الخير كثير جدا جدا، وأنه بذرة في قلوب الجميع تحتاج من يسقيها.. وتعاهدنا أن نكون المطر!

لكننا افترقنا، تفرقت سحبنا، فلم يبرق برقنا وخرس رعدنا ولم ننهمر كما المطر، تبدلت الأوضاع وافترقنا.. سنتان ثلاثة، أربعة ربما ولكننا عدنا من حيث لا نحتسب، عدنا بالمواثيق، نتحد مع سحاب كثيف جدا، لننجز عهدنا..

أتعلمين؟ صاحبتك جافة المشاعر.. تبكي على الورق تستصعب مشاعرها إذا حضر اللقاء، تنزوي، تظهر باردة مخرسة اللسان ربما تحكي بعينين فقط.. تتصبب عرقا وإذا سخنت ترتعش، يبدأ جليدها بالذوبان في حالة إعلان أنها استقظت من الواقع وولجت إلى الحلم الجميل، لتعيش بقلبها معك ..

أنت وحدك مُزجتي بالواقع وبالحلم وعشتي معي فيهما..

ـــ

سأخبركِ، كتبت الكلمات أعلاه قبل سنة، ولا أدري لما لم أنشرها..!
لقد عثرت عليها مندسة بين أوراق مدونتي، مسحت عنها السديم..
ثم عدت أقرأ رسائلي القديمة إليكِ، فنهالت دموعي..
البوح لم يكتمل، الحكاية ما زالت ناقصة، ما زال هنالك من المشاعر
فلترقبي .. نبضة في صدر هذا الكون ~ (3)

فلتبقي نبضة في صدر هذا الكون ~ (1)