كثيرا ما أقف على بعض الإنجازات، وأرى من يحتفل بها ويعطيها قدرها..

ولفترة من الزمن، كنت أظن أن عهد الهدم قد انقرض، وأن الناس أصبحت أوعى وأكثر إنسانية وثقافة..

بيد أني انذهلت بوجود بعض الحثالة من البشر يتلذذون بتحطيم كل إبداع وتجديد، يتركون التعليقات اللاذعة التي غالبا ما تكون بدون سبب أو طرح لوجه نظر واضحة، فكأنما هي تلك مهمتهم في الحياة: “ما يعجب الناس يجب أن لا يعجبنا، ما يعجبهم يجب إفساده” !

صفاء الفيلكاوي

امرأة كويتية أحبت فكرة احتضان الأطفال المحرومين من الأبوين، وها هي الآن أم لطفل محتضن تغرق عليه بالحنان. تشاركنا صوره ويومياته عبر حساباتها على الانستقرام (@safa_alfailkawi).

القيام بعمل إسلامي إنساني عظيم أمر يحتم علينا احترام صاحبه، تغطي صفاء هالة من الإعجاب والفخر وكلمات التشجيع.

ورغم ذلك ورغم هذا النوع من الأعمال تتفاجأ بتعليق مفزع جارح للمشاعر يطلها من إنسانة ترمي عليها وعلى الطفل أبشع الألفاظ.

فحتى صفاء لم تسلم !

تتخلج إلى قلبي كلمات كثيرة عن مبادئ هؤلاء البشر، عن تربيتهم؟ ، عن قلوبهم كيف قست؟ ، عن الدنيا التي يغرقون بها.. عن أحاسيسهم ومشاعرهم الميتة التي لم تمت عند الحيوانات وماتت عندهم!

إنهم يظهرون العداوة، من دون سبب ظاهر! فهل هي غيرة؟ ما الذي يحملهم على الغيرة من شخص ما عرفوه؟؟

 قد تكون تسلية !! هل قلت سبل التسلية ليُرقص على قلوب البشر؟

حقيقة، إني بودي لو أعرف شعور هؤلاء المحطمون بعد تفريغ رغبتهم السلبية، وخاصة وحين يرد عليهم صاحب الإنجاز بأسلوب مهذب وبكل أدب واحترام كمن لن ينهشه شيء.

أنا لا أظنهم سعداء البتة فيما يقومون، خالصة وهم يخالفون فطرتهم.. وفقط بودي أن أعرف ماذا يجنون على هدر أوقاتهم في محاولة لبث التعاسة في قلوب البشر والتي تبوء بالفشل دائما!

نحن بحاجة إلى تربية مجتمعية أوعى، مبنية على الأخلاق الفضيلة وتعاليم ديننا الحنيف. أنه من غير اللائق أن نجد عند غيرنا في الشرق أو الغرب اهتماما بالغا بالنقد البناء وتعزيز الروح الإنسانية وليس لديهم دافع ديني لذلك ونحن لدينا !

لنتعلم صنع الكلمات الجميلة التي تبث السعادة والأمل في قلوب أهل العطاء، تحفزهم، تشجعهم.. خاصة وإن حققوا ما لم يستطع تحقيقه الكثير.

 لنكن نحن معاونيهم على البناء، لا نهدم ما بنوه  =)