العيد ابتسامة فرح رسمت على شفا طفل قيل له ابتسم .كن سعيدا .. إنه العيد ..!
ودون أن يطرح الأسئلة عن دواعي هذه السعادة تراه يبتسم ببهجة بالغة يشدو بالفرح .. يدور متباهيا بثوبه الجديد .. وهو يرى أوضاع من التجديد قد عمت الأسرة..

ألوان من الحلوى.. الهدايا .. وعيادي الأقارب..والوجوه الجديدة.. وكسر لبعض القوانين !

نحن نحب العيد.. لأنه لفظة اقترنت بالفرحة..
ورغم أنني في كل عيد أتسائل عن دواعيها أو منبعها..
وقبل أن أشرu في البحث عن تلك الأجوبة وأصدع الرأس بتحليلها (وكثيرا ما يُفقد التحليل بعض الجماليات).. أرى ينبوع السعادة يتفجر في قلبي منسكبا على كل الأرض اليباب ملطفا جو من الرمض..

نحن نحب العيد.. لأنه العيد فحسب أو لأنه العيد فأكثر.. إنه العيد نحبه وكثيرٌ من الحب دون أن يعرف بأسباب..

العيد نحبه.. لأنه لقاء مع النقاء!
النقاء يتجسد في ثنايا العيد..
مع التكبيرات.. في الصلاة.. وفي خطبة العيد..وفي صلة الأرحام..وحسن الكلام..وفراشات السعادة المنبثقة من الشفاه المبتسمة..والنفوس المنشرحة كأنها طيور في السماء..

مع الطفل الذي يركض إليك طالبا للعيدية.. مع الهدايا، مع الحلوى .. وفنجال القهوة ..

وفي حقيبة مسافر عائد إلى أهله وربوع بلاده..

وفي قلب شيخ كبير قائم عند الباب مستقبلا أفواج الضيوف التي قدمت تقديرا لمكانته..

نحن نحب العيد.. لأنه يوم الفرح.. يوم بهجة واجتماع يدنو فيه البعيد..
يوم تَرِدُ فيه خطابات الحنين وتسمع فيه حكايا الأشواق.. وتلمتس في كل منهما معانيها.. فلا يخفق القلب دون اعتبار..

نحن نحب العيد..لأن الأرواح النقية قد طرقت قلوبنا قبل أبوابنا .. لتحكي لنا كم نحن أصحاب شأن عندها..

نحب العيد.. لأن العيد عيد عائد بالفرح، يعود إلينا لنعود إلى الوصال..
نحب العيد..لأنه يلعب بالظروف التي تفرق الأحبة.. يقبضها.. يلويها يشكلها لتكون صالحة له.. لأنه أهل بأن يعتبر..

كم من قوم لولا العيد ما اجتمعوا..؟

لاحظ أن العيد حفل كبير ضمنا كلنا جميعا باختلاف بلداننا..ظروفنا..طبقاتنا..وكلنا مدعو إليه دون استثناء..!

 

 

لا يرفض العيد إلا محروم..

فالعيد.. عبادة !

تأمل، كيف يؤثر العيد على روحك ويسمو بنفسك وفوق ذلك تؤجر !

تؤجر لأنك أقمت شعيرة الله وعظمتها في قلبك..تؤجر في تطبيق سنن الحبيب صلى الله عليه وسلم، تؤجر في بسمة ورسمها على وجهك والآخرين .. وفي إظهار قيم السماحة والمحبة ..وفي الود وفي الإخاء..

 

إنه العيد رغم الألم.. ورغم الشقاء.. ورغم الوجع..
ورغم الحرب.. فيه لا ننسى القضايا وإنما نحملها بأكف الرضا بالقدر.. ممزوجية باليقين.. وبالدعاء.. والهمة فيه تكبر والروح فيه تهتف.. إنه العيد عيد عاد بالبشائر..
حتما.. إنه عائد بالبشائر..