سأغفو على حلم عذب نقي أنقى من ماء الزهر، له رائحة لم يعرفها الدابون على الأرض، عرفها الشهداء في الأعلى ولربما وجد منها أهل القبور..
حلم, سيأتي يوما حقيقة، يوقن أكثرنا به..و كثيرون يريدونه لكن لم يعملوا بعد من أجله!

الجنة..هي الأمنية التي ما أن نذكرها كأن قلوبنا تتنازع محاولة الفرار من بين عظامنا ولحمنا، وما سيكون يوما رفاتنا.. إنها تحاول الفرار محلقة، إلى أعلى ..فأعلى..إنها تحاول أن تستقر هنالك .. فقط بالجنة..
لتكتسي بها حلة جميلة نظيفة بيضاء ناصعة، ينتهي عندها عهد العري المعهود في الدنيا فتكون في الجنة طاهرة مجنبة كل قبح، كل بغض، كل حقد، كل غيرة، كل خصام وشقاق، وكل الذنوب والآثام..

في الجنة كل شيء موصوف بالنقاء، فهو طهر ليس له مثيل..ما أن نضع قدمنا لأول مرة فننبهر بالجمال الذي لم تراه عيوننا ولم تسمع به أذناننا ولم يخطر يوما على أذهاننا..

في الجنة الحرية، والسلامة والأمن.. في الجنة لا حرب.. لا غضب، لا موت… لا دماء ..

الجنة أمن وأمان، حب ووئام.. أنس وراحة.. فرحة وبهجة.. لا حزن لا ألم..

لا نحيب.. ولا بكاء..

في الجنة أشدو مع العصفور، أنافس النسيم..أدلل حصاني الطائر.. أركب السماء، أحلق عاليا.. عاليا.. عاليا

في الجنة، أمشي دون أن أخاف الخطر..وأقفز دون أن يعتريني الخجل!.. ولا أخشى ملامة ولا حديث البشر..

لأن الجنة طهر فقط..وطهر فقط,,وطهر فقط..

في الجنة، الأنبياء!

وقد علِمنا بيوتهم.. فأرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأقبل رأسه أمسح على قدميه..

أتعرف الأنبياء جميعهم، من عرفتهم في القرآن ومن لم أعرفهم.. وأطلب منهم حكي الحكايا..

في الجنة سأجتمع مع أم المؤمنين خديجة، وسأضم عائشة وأدعو جميع أمهات المؤمنين إلى قصري -بإذن الله-

في الجنة، مريم بنت عمران، وآسية وهاجر وسارة.. وماشطة بنت فرعون..سألتقيهن.. سأخبرهن كم أنا غارقة بحبهن.. كم تمنيت أن أكون مثلهن..

في الجنة لذة أعظم وأكبر من كل هذا وذاك، وجمال أكبر وأجل..وهي الهدف الحق.. وهي الأمنية العظمى..إنها عند لقائه وكشف حجابه.. فننسى كل ما حولنا من نعيم بمجرد النظر في وجهه، إنه العظيم الجميل..