وضعت قلمي وقاومت الكتابة لأسابيع.. غير أن ذكراكِ جالت في فكري فجأة فتدفقت الكلمات آبية إلا أن تخط..

أستل القلم, وها أنا أكتب إليك, ورسالتي أعلم يقينا أنها لن تصلكِ..

ثمة أشياء تترك في القلب الأثر! ربما تكون بحجم حبات الذرة غير أنا مداها يتجاوز المسافة التي تقطعها قطعة الفوشار عندما تقفز..

أحيانا كثيرة ننساها!, وسريعا ما يكون ذلك لأن -قطعة الفوشار تهبط في النهاية-, إنها لا تكون حاضرة الذهن لفترة طويلة.. لكن ذكراها تعيد الأثر كأنه وقع للحظته من جديد

معلمتي نورة.. عفوا، يا “نورة” إذا كان هذا النداء أحب إليك وفيه أبلي طلبك.. هل تذكرين؟

في أول محادثة إلكترونية بيننا لا أذكر هل كانت بعد أن انتهت مهمتك في تدريسنا -أو قبل ذلك لا أذكر تحديدا متى-, وأنا أكتب إليك “يا أبلة” تجيبني: “لحظة! ناديني نورة، نورة وفقط” . طلبك صعب آن ذاك! كيف لي وأنا الطفلة الصغيرة.. استثقل الكلمة أنها لا تخرج، فأعتذر إليك بأدب على عدم استطاعتي التنفيذ..

وبعد بضعة سنين، بعد أن كبرت قليلا بعد, ونسيت وانقطع التواصل بيننا, تفاجئ برسالة في صندوق بريدي! رسالة موجهة إلي مخصوصة, غير معادة التوجيه كحال رسائل الصديقات.. رسالة فيها تدمع العين وتحتقر النفس نسيانها، رسالة صنعت يومي وعلمتني الكثير!

في عنوانها تطلبين السموحة! على أي تقصير تعتذرين؟ وهل هو بعمق تقصيرنا؟

“السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شحالج يالغاليه

عساج بخير وسهاله …

روعة حياتنا بروعة من أحببنا فيها ….

 ولأننا في الله نحبكم ….

لن ننساكم من دعواتنا ونحن نحط رحالنا في بيت الله الحرام …

فاعذرونا فإن للمرء هفوات ولكن قلوبكم تسع تقصيرنا …

والسموحه …

سلمي على جميع البنات واستسمحي منهن ….

معلمتج

نورة”

نورة –وللعلم إني ما أزال استثقل الكلمة دون مسماكِ الوظيفي- لإن قطعت حبال التواصل بيننا.. و انطمست أخباركِ عني..

أبعث إليك رسالة إلى قلبك لعلها تصلك فالأرواح جنود مجندة:

“صغيرتكِ في الأمس اينعت, وما تزال تذكركِ..”

من يدري! ربما سنتقابل ذات يوم مجددا.. ولكن ربما دون أن أعرفكِ أو تعرفيني..

أقصى المنى أن ألقاكِ في جنانه..

*همسة: لقد فتحت بريدي القديم لأنبش فيه عن رسالتكِ أسفل أكوام..ولكم سعدت واندهشت أنها ما تزال موجودة وقد أكل عليها الدهر وشرب..