التقيت بها هذا المساء، لم تكن أول مرة أراها وتلفت نظري..هنالك شيء متصل شيء ما يربطنا متشابه بيننا تماما كأننا غرباء في عالم ولما القيتها عرفت أنها من عالمي..هل يا ترى تتسائل نفس الأسئلة؟ تفكر بما أفكر..سقطت عيني عليها ثم أشحتها سريعا, لا أريد أن يظهر شيء لا أريد أن أنكشف!

اقتربت مني لتجلس في المقعد المجاور..كنت أعلم أن هذا الصدفة لن تكون محض عادية ولابد أن يكون هذا أول لقاء بيننا.. استفتحتْ عند الجلوس بالسلام..أجل تلك النبرة تخفي شيئا, أنا عند توقعاتي!.. سادني الصمت .سادها الصمت.. لحظات..أنتظر..كلا ستبدأ بحوار, ستقول شيء حتما..إنها تخفي شيئا كما أنا تماما..لحظات..لحظات..أخذت أسرح منتظرة متأهبة, في أي لحظة ستنطق..حسنا.. طفح الكيل..كم أنها تشبهني! يبدو أن كبرياءها يمنعها أن تكون هي المستفتحة يبدو أن علي التنازل.. لابد أن أستفتح أنا..

بدأتُ بسؤال عام، وأجابتني..
قليلا بعد قالت: أشعر أني أعرفك!
ابتسمتُ ابتسامة كبيرة وكدت أن أضحك بدون أن تشعر..
وأجبتها: نفس الشعور!

قال صلى الله عليه وسلم: “الأرواح جنود مجندة . فما تعارف منها ائتلف . وما تناكر منها اختلف” [رواه مسلم]

 

{..ثنيّة (4)

الغرباء إذا التقوا، تتلقي أعينهم تتبع بعضها البعض, تحكي كل واحدة منهن حياة التشابة و الوفاق حتى وإن ساد الصمت..
الغرباء وحدهم يجيدون لغة العيون